خبر سار : السعودية ترمم ذاكرة اليمن.. مشروع لإحياء قصر سيئون في حضرموت

في خطوة نوعية تجسد الاهتمام بالتراث الثقافي والتاريخي، أطلق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروعا متكاملا لإعادة ترميم قصر سيئون التاريخي في محافظة حضرموت اليمنية، أحد أبرز المعالم المعمارية في المنطقة، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من خمسة قرون.
إقرأ ايضاً:نجم النصر على رادار يوفنتوس.. مفاجأة إيطالية في الميركاتو الصيفي ! تفاصيل كبرىصراع قوي بين النصر ومانشستر يونايتد على نجم نادي باريس سان جيرمان
ترميم شامل لحماية كنز معماري
يخضع القصر حاليا لأعمال ترميم واسعة تشمل إصلاح الجدران الطينية، وإعادة تأهيل السور الخارجي الذي تضرر بشكل بالغ نتيجة الإهمال، والأمطار الغزيرة، والحرب التي عصفت بالبلاد. المشروع يأتي استجابة لطلب الحكومة اليمنية، وبدعم من منظمة "اليونسكو"، وبتنفيذ مشترك مع وزارة الثقافة اليمنية والصندوق الاجتماعي للتنمية.
ويؤكد القائمون على المشروع أن أعمال الترميم تراعي الحفاظ الكامل على الهوية المعمارية الأصلية للقصر، بما يشمل زخارفه ونقوشه، فضلا عن تدريب كوادر محلية على أعمال الترميم المستدامة لضمان استمرارية المحافظة على هذا المعلم النادر.
تحفة معمارية ومركز ثقافي
قصر سيئون، الذي شيد على مساحة تتجاوز 5,460 مترا مربعا باستخدام الطوب اللبن، يعد أحد أكبر المباني الطينية في العالم، ويتميز بتصميم فريد استغرق تشييده أكثر من 15 عاما.
يتألف القصر من سبعة طوابق تحوي 96 غرفة، منها 45 غرفة كبيرة و14 مستودعا، إضافة إلى مكتبة عامة ومتحف أثري يضم قطعا وصورا نادرة تعود لآلاف السنين.
ويتمتع القصر بموقع استراتيجي على قمة صخرة في وسط مدينة سيئون، ويطل على مدينتي شبام وتريم، مما عزز من قيمته التاريخية والحضارية، وجعله رمزا بارزا اختير سابقًا ليزين العملة الورقية اليمنية.
من حصن دفاعي إلى مقر للسلطنة
تاريخيا، بني قصر سيئون كحصن دفاعي لحماية المدينة من الغزوات، لكنه تحول في مراحل لاحقة إلى مقر الحكم لسلاطين الدولة الكثيرية الذين حكموا وادي حضرموت، ليعرف لاحقًا باسم "قصر السلطان الكثيري".
قلق شعبي وتدخل سعودي حاسم
بحلول عام 2022، بلغ القلق ذروته بعد انهيار جزء كبير من سور القصر، ما دفع السكان والسلطات للمطالبة بترميمه، خوفا من فقدان أحد رموز الذاكرة الوطنية.
وقال أحد السكان المحليين، حسن، إن المجتمع عاش لحظات قلق حقيقية خشية سقوط القصر بفعل الأمطار والإهمال: "اليوم نشهد عودة الروح للقصر بفضل جهود البرنامج السعودي، وسعداء بحماية هذا الإرث الذي يعكس هويتنا الحضارية."
هدف ثقافي وتنموي
من جهته، صرح السفير محمد بن سعيد آل جابر، المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بأن المشروع يستهدف حماية القصر بوصفه مركزا ثقافيا مهما داخل بيئة حضرية، وسيتم تنفيذه بالكامل بواسطة كوادر يمنية محلية.
ويعد هذا المشروع جزءا من حزمة واسعة تشمل جهودا لترميم مكتبة الأحقاف، ودعم الحرف التقليدية، وتعزيز اللغة المهرية، ضمن رؤية شاملة لحماية التراث اليمني ودعم التنمية الثقافية.
منبر ثقافي وسياحي واعد
مع اكتمال أعمال الترميم، من المتوقع أن يتحول قصر سيئون إلى وجهة ثقافية وسياحية رائدة في اليمن، يستضيف فعاليات ومعارض، ويستقبل الزوار والباحثين من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في تعزيز السياحة الثقافية ويعيد الأمل إلى سكان المنطقة.