سر الطقس المتقلب بين جدة والدمام.. لماذا تغلب جدة في الصيف والشتاء رغم قرب البحر؟

كشف أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا والباحث في الجغرافيا الدكتور عبدالله المسند، عن الأسباب العلمية التي تفسر الفروقات الواضحة في درجات الحرارة بين مدينتي جدة والدمام، رغم أن كليهما تقعان على سواحل بحرية.
إقرأ ايضاً:رونالدو على أعتاب عقد جديد مع النصر.. تفاصيل حصرية قبل الإعلان ! كواليس لا تصدققبل موقعة ريال مدريد.. الهلال يكشف عن طقمه الناري لمونديال 2025
وأوضح المسند أن جدة غالبًا ما تسجل درجات حرارة أقل من الدمام خلال فصل الصيف، بينما تكون أدفأ في فصل الشتاء، وهو ما يثير تساؤلات كثيرة من المهتمين بطقس المملكة.
وأشار إلى أن السبب الرئيس وراء هذا التفاوت يكمن في الاختلاف بين البحر الأحمر، الذي تطل عليه جدة، والخليج العربي، الذي تقع عليه الدمام. فالبحر الأحمر يتميز بعمق أكبر مقارنة بالخليج، ما يجعله يمتص حرارة الشمس ويخزنها ويطلقها ببطء، ما يسهم في تلطيف الأجواء صيفا والحفاظ على دفئها شتاء.
كما تلعب الرياح دورا جوهريا في هذا التباين، حيث تتعرض الدمام في الصيف لرياح "البوارح" الحارة والجافة القادمة من المناطق الصحراوية، بينما تستفيد جدة من نسيم البحر المعتدل، ما يخفف من شدة الحرارة هناك.
وفي فصل الشتاء، تتأثر الدمام برياح باردة قادمة من الشمال الشرقي، في ظل غياب تضاريس طبيعية تعوق تسلل البرودة، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. في المقابل، تحيط بجدة سلسلة جبال الحجاز التي تعمل كحاجز طبيعي يقلل من تأثير الكتل الهوائية الباردة، مما يجعل أجواءها أكثر دفئا نسبيا.
وأضاف المسند أن درجات الحرارة بين المدينتين تميل إلى التقارب خلال فصلي الربيع والخريف، مع وجود فروقات طفيفة تعتمد على مرور الموجات الهوائية. كما أشار إلى أن الرطوبة النسبية ترتفع في جدة صيفا مقارنة بالدمام، ما يجعل الإحساس بالحرارة أعلى رغم أن درجة الحرارة المطلقة قد تكون أقل.
واختتم حديثه بتحديد أفضل فترات زيارة كل من المدينتين من ناحية الطقس؛ حيث يعد الشتاء (من ديسمبر إلى مارس) الأنسب لزيارة جدة، بينما تمتد الفترة المفضلة لزيارة الدمام من نوفمبر حتى أبريل. أما أكثر الشهور حرارة ورطوبة في جدة فهو سبتمبر، بينما يعد أغسطس الأشد حرارة في الدمام.