في إنجاز غير مسبوق.. السعودية تذبح أضحية كل 7 ثواني بمنظومة ذكية تاريخية
في خطوة تعكس تطور منظومة إدارة الشعائر الدينية والتزام المملكة العربية السعودية بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، أعلن مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي عن جاهزيته الكاملة لموسم حج 1446هـ، مستعرضا واحدة من أضخم المنظومات الذكية في تاريخ المشروع، تجمع بين الدقة الشرعية والكفاءة التشغيلية والتقنية.
إقرأ ايضاً:مفاوضات الهلال وأوسيمين تدخل منعطفا حاسما.. هل اقترب الحسم؟صعود بسيط في سعر الريال السعودي أمام العملات الأجنبية في تعاملات اليوم السبت ٧ يونيو ٢٠٢٥
تنفيذ أكثر من مليون أضحية في وقت قياسي
المشروع، الذي يديره البنك الإسلامي للتنمية، كشف عن خطة تشغيلية ضخمة تشمل تنفيذ عمليات ذبح تتجاوز مليون رأس من الأنعام خلال 84 ساعة فقط. هذه القدرة الاستثنائية يتم تنفيذها عبر 7 مجمعات مخصصة، تغطي مساحة تتجاوز مليون متر مربع، ويعمل بها أكثر من 25 ألف شخص من كوادر بشرية متخصصة.
ويضم الفريق نحو 600 مختص شرعي، 500 طبيب بيطري، و16,500 من الجزارين والمساعدين، إلى جانب أكثر من 400 فني في مجالات التبريد والصيانة والكهرباء، ما يعكس الاستعداد الكامل لتشغيل دقيق ومنظم في ظروف استثنائية.
تقنيات ذكية لضبط الجودة والامتثال الشرعي
ولأول مرة، يعتمد المشروع بشكل شامل على أنظمة ذكية متقدمة لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة. من أبرز هذه التقنيات، نظام عدّ الأضاحي باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتقنية الوزن الآلي التي تضمن تطابق المواصفات مع الشروط الشرعية.
كما تم تطبيق نظام تتبع شامل يتيح مراقبة سلسلة التوزيع بدءًا من المجازر وصولا إلى المستفيدين في الداخل والخارج، مع دعم تقني متقدم في التبريد والمتابعة عبر نظام "Plus Freezing Monitoring" لضمان سلامة اللحوم أثناء النقل والتخزين.
إضافة إلى ذلك، تم توحيد بروتوكولات التعقيم والسلامة في جميع المجازر، ما يعزز موثوقية عمليات المشروع ويضمن بيئة تشغيلية متكاملة وآمنة.
إنجاز تشغيلي غير مسبوق
المؤشرات الأولية كشفت عن أداء فاق التوقعات؛ إذ بلغت سرعة التنفيذ أضحية واحدة كل 7 ثوانٍ. وقد تجاوز عدد الأنعام المستقبَلة 770 ألف رأس حتى الآن، متجاوزا الهدف الأساسي البالغ 750 ألف رأس، مع استمرار توافد الإرساليات من المزارع المعتمدة.
توزيع محلي ودولي واسع النطاق
تُوزع اللحوم خلال موسم الحج في منطقة مكة المكرمة لتلبية احتياجات الحملات الرسمية والجمعيات الخيرية والحجاج. أما بعد انتهاء الموسم، فيتم توسيع نطاق التوزيع ليشمل كافة مناطق المملكة بالتعاون مع أكثر من 500 جهة خيرية.
على الصعيد الدولي، يمتد التوزيع ليصل إلى 27 دولة، في إطار جهود المملكة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي والتكافل الإنساني.
توسع رقمي وشراكات مؤسسية
شهد هذا الموسم توسعا ملحوظا في الشراكات المؤسسية والتقنية، شمل التعاون مع وزارة الحج والعمرة عبر منصة "نسك"، والخطوط الجوية السعودية، وشركة "سراب القابضة"، بالإضافة إلى شركاء في مجالات الدفع الإلكتروني والتوصيل مثل "ون كارد" و"جاهز".
كما أتاح المشروع للحجاج شراء سندات الأضاحي إلكترونيًا عبر موقعه الرسمي بثلاث لغات، ما يسهم في تسهيل الإجراءات وتوفير تجربة سلسة وشفافة للمستخدمين من مختلف الجنسيات.