خفض تاريخي لأسعار النفط الآسيوية.. أرامكو تشعل المنافسة تفاصيل لاول مرة !

في خطوة مفاجئة لأسواق الطاقة، أعلنت شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط عالميًا، عن خفض سعر بيع الخام العربي الخفيف إلى السوق الآسيوي بمقدار 20 سنتًا للبرميل، ليصبح السعر الجديد 1.20 دولار فوق متوسط خامي عمان ودبي.
إقرأ ايضاً:النجوم تغادر الفريق…محترف جديد قد يغادر صفوف أهلي جدةمن عرفات إلى مزدلفة.. الحجاج يواصلون الركن الأعظم وسط أجواء روحانية وإشراف متكامل
ويعد هذا المستوى الأدنى منذ ما يقارب أربع سنوات، على الرغم من المؤشرات السوقية التي توحي عادة باتجاه تصاعدي في الأسعار.
القرار أثار تساؤلات واسعة، خاصة في ظل انخفاض المخزونات العالمية وارتفاع الطلب، وهي عوامل تُعد عادةً مؤشرات لرفع الأسعار لا خفضها. ورغم أن التسعيرة الجديدة تتوافق مع مستويات مايو، إلا أنها تمثل تراجعًا عن مستويات يونيو، ما يعكس نهجًا تدريجيًا في تخفيض الأسعار خلال الأشهر الماضية.
خفض الأسعار يتزامن مع زيادة إنتاج أوبك+
تزامن هذا التوجه مع إعلان تحالف "أوبك+" عن زيادة جديدة في إنتاج النفط بواقع 411 ألف برميل يوميًا، بدءًا من الشهر المقبل، ضمن خطة لإلغاء التخفيضات الطوعية التي استمرت لفترة طويلة. وقد كانت المملكة من أبرز الداعمين لهذا التوجه، بناءً على تحسن أساسيات السوق، رغم أن هذا القرار يُفترض أن يدفع الأسعار إلى الارتفاع لا العكس.
ويرى مراقبون أن أرامكو تسير وفق استراتيجية مرنة تهدف إلى الحفاظ على حصصها السوقية في آسيا، التي تستورد ما يقارب 80% من صادرات النفط السعودي، في ظل تصاعد المنافسة من روسيا ودول غرب إفريقيا.
منافسة شرسة في السوق الآسيوي
بحسب خبراء السوق، فإن خفض الأسعار يأتي كخطوة استباقية لمواجهة الضغوط التنافسية المتزايدة في آسيا، خاصة من روسيا التي تقدم تخفيضات كبيرة نتيجة العقوبات الغربية. كما أن التطورات الاقتصادية في دول آسيوية كبرى تدفع الشركات المنتجة لإعادة النظر في استراتيجيات التسعير حفاظًا على جاذبية العرض.
تباين في التسعير حسب المناطق
ورغم خفض الأسعار في آسيا، قررت أرامكو رفع أسعار البيع لأسواق أوروبا وأمريكا. فقد تم رفع السعر في أوروبا بمقدار 1.80 دولار ليصل إلى 3.25 دولار فوق خام برنت، في حين ارتفع السعر في السوق الأمريكية بمقدار 10 سنتات ليبلغ 3.50 دولار فوق مؤشر أرغوس.
ويُظهر هذا التباين أن أرامكو تعتمد سياسة تسعيرية متباينة تستند إلى خصوصية كل سوق، حيث توازن بين تحقيق الأرباح والاحتفاظ بالمكانة التنافسية في أسواق رئيسية.
خطة مرنة لخفض الإنتاج الطوعي
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه دول "أوبك+" تنفيذ خطة تدريجية للتخلي عن خفض الإنتاج الطوعي، بدأت في أبريل، مع ثلاث زيادات شهرية متتالية، كل منها بمقدار 411 ألف برميل يوميًا. وتساهم السعودية وحدها بتخفيض طوعي يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا، وسط تأكيدات من التحالف أن الخطة قابلة للتعديل حسب ظروف السوق.
التزامات عقودية وتوجه استراتيجي
وأكدت أرامكو التزامها الكامل بتلبية احتياجات عملائها في جميع الأسواق العالمية وفق العقود المبرمة، ما يعكس حرصها على الحفاظ على علاقات طويلة الأمد دون التفريط في فرص النمو الاستراتيجي.
ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية تمنح أرامكو ميزة تنافسية مهمة، خصوصًا في ظل تذبذب الأسعار عالميًا، حيث انخفضت الأسعار إلى ما دون 59 دولارًا للبرميل قبل أن تستقر قرب مستوى 65 دولارا مؤخرًا.