السعودية تطلق تقنية جديدة لتبريد طرق الحجاج .. لمواجهة لهيب الصيف

في إطار جهودها المستمرة لتعزيز راحة ضيوف الرحمن وتحسين جودة الخدمات المقدمة خلال موسم الحج، أعلنت الهيئة العامة للطرق السعودية عن توسعة مبادرتها الطموحة لتبريد طرق المشاعر المقدسة، باستخدام مادة مبتكرة محليا أثبتت كفاءتها في تقليل درجات حرارة الأسطح بشكل ملحوظ.
إقرأ ايضاً:ظواهر جوية متقلبة على بعض مناطق المملكة العربية السعودية سعر الجنيه السوداني في ثبات أمام الريال السعودي والعملات اليوم السبت ٧ يونيو ٢٠٢٥
ابتكار سعودي يخفض حرارة الطرق 12 درجة مئوية
وصرح المتحدث الرسمي باسم الهيئة، عبدالعزيز العتيبي، لصحيفة "الاقتصادية" بأن التقنية الجديدة – وهي عبارة عن مادة لونية عاكسة للحرارة – ساهمت في خفض درجة حرارة الأسطح بنحو 12 درجة مئوية مقارنةً بالأسطح التقليدية، كما سجلت ارتفاعًا بنسبة 80% في كفاءة التبريد مقارنة بما تم تطبيقه في موسم حج العام الماضي.
المادة المطورة تم إنتاجها بالكامل داخل المملكة، وتتميز بقدرتها على عكس الأشعة الشمسية وتقليل امتصاص الحرارة، ما يجعلها أحد الحلول الفعالة للتخفيف من وطأة الأجواء الحارة التي يعاني منها الحجاج خلال ذروة النهار.
تطوير محلي بقيادة الكفاءات الوطنية
وأشار العتيبي إلى أن هذا الإنجاز يعد ثمرة عمل الكوادر الوطنية في مركز أبحاث الطرق التابع للهيئة، الذي يعد من أبرز مراكز البحث والتطوير في المنطقة، ويضم مختبرات حديثة تسهم في تطوير حلول هندسية ترتكز على معايير الاستدامة والراحة البيئية.
تعاون متعدد القطاعات يعزز الاستدامة
المبادرة نفذت بالشراكة مع عدة جهات ذات صلة، مما يعكس نهج المملكة التكاملي في مواجهة تحديات المناخ بوسائل تكنولوجية محلية وصديقة للبيئة. وتؤكد هذه الخطوة التزام السعودية برؤية تنموية مستدامة، تجعل من ابتكارات البنية التحتية ركيزة لخدمة الحجاج، وتعزيز جودة الحياة.
طرق مطاطية مرنة لخدمة كبار السن
إلى جانب جهود التبريد، أعلنت الهيئة أيضًا عن توسيع استخدام الطرق المطاطية المرنة بنسبة 33% لهذا العام، وهي مبادرة تهدف لتسهيل حركة المشاة، خاصة كبار السن، وتقليل الإجهاد الناتج عن السير على الأسطح الصلبة.
وشمل التوسع رصف الطريق بين مسجد نمرة ومحطة قطار المشاعر بعرفات، باستخدام أسفلت مطاطي مرن على مساحة تقارب 16 ألف متر مربع، ما يوفر بيئة أكثر راحة وأمانًا للحجاج.
وتؤكد تجارب مركز أبحاث الطرق أن هذا النوع من الرصف يسهم في تقليل الصدمات والإجهاد البدني، ويحسن من تجربة الحج بشكل عام.
بيئة ذكية.. وتقنيات تكتب مستقبل الحج
تعكس هذه المبادرات توجها حديثا تتبناه المملكة في إدارة موسم الحج، يقوم على دمج البحث العلمي بالتطبيق الميداني، وتطوير حلول مبتكرة محلية الصنع تستجيب لاحتياجات ملايين الزوار من حول العالم.
ومن خلال مشاريع مثل تبريد الطرق وتوسعة الممرات المرنة، تعيد السعودية تعريف مفهوم خدمة الحجاج، وتُقدم نموذجا عالميا في كيفية تسخير الابتكار لحماية الإنسان وتعزيز جودة الشعائر.