انفتاح تاريخي في السماء.. أول طائرة سعودية تحط في دمشق بعد قطيعة 12 عاما
في لحظة وصفت بالتاريخية، ووسط مشاعر مختلطة من الحنين والأمل، استقبل مطار دمشق الدولي اليوم أول طائرة ركاب سعودية منذ أكثر من 12 عامًا، قادمة من العاصمة الرياض، على متنها مسافرون يعبرون بوابة العودة إلى سوريا بعد قطيعة طويلة فرضتها سنوات الأزمة.
إقرأ ايضاً:تحول تاريخي في مناسك الحج.. هكذا سيبدو موسم 2025 في المملكةخفض تاريخي لأسعار النفط الآسيوية.. أرامكو تشعل المنافسة تفاصيل لاول مرة !
استقبال رسمي وشعبي للطائرة الأولى
هبطت الطائرة وسط أجواء احتفالية لافتة، حيث كان في استقبالها عدد كبير من المواطنين السوريين العائدين، إضافة إلى مسؤولين رسميين من الجانب السوري، تقدمهم ممثلون عن السفارة السورية في الرياض. زين الاستقبال بالزغاريد والعراضات التراثية، في مشهد جمع بين الدفء الشعبي والرسائل السياسية.
قائد الطائرة لم يخفي حماسه، إذ لوح بالعلم السوري من قمرة القيادة فور الهبوط، في لقطة رمزية لاقت تفاعلا واسعا، وعكست أهمية هذه اللحظة في كسر عزلة الطيران بين البلدين.
تحولات إقليمية ودولية تمهد الطريق
عودة الرحلات لم تكن مفاجئة، بل جاءت بعد إعلان شركة "فلاي ناس"، الناقل الاقتصادي السعودي، عن بدء تسيير رحلات منتظمة إلى دمشق، مستفيدة من أجواء الانفتاح الدولي تجاه سوريا، لاسيما بعد تخفيف العقوبات الأوروبية والأمريكية التي كانت تعيق حركة الطيران.
في هذا السياق، كشف علاء صلال، مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للطيران المدني السوري، أن "طيران الإمارات" ستنضم قريبًا إلى شركات الطيران العائدة، حيث ستستأنف رحلاتها إلى دمشق اعتبارًا من 16 يونيو، مما يعزز مناخ الانفتاح الجوي الخليجي على سوريا.
فلاي ناس تحتفل بإعادة الربط بين الرياض ودمشق
وفي مطار الملك خالد الدولي بالرياض، احتفلت شركة "فلاي ناس" بتدشين خطها الجديد نحو دمشق، بحضور القائم بالأعمال في السفارة السورية، حسين عبدالعزيز، ومسؤولين من الشركة وشركة مطارات الرياض.
وتم تقديم الهدايا للمسافرين في الرحلة الافتتاحية، وسط أجواء احتفالية تعبّر عن الأهمية الاستراتيجية لهذا الحدث
.
وفي دمشق، استقبلت الطائرة بتحية المياه التقليدية، بحضور القائم بالأعمال في السفارة السعودية، إلى جانب ممثلين عن الطيران المدني السوري.
وأكدت الشركة أن هذا الخط الجوي يأتي ضمن خطتها التوسعية الكبرى تحت شعار "نربط العالم بالمملكة"، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى ربط المملكة بـ250 وجهة دولية، واستيعاب أكثر من 330 مليون مسافر سنويًا.
انقطاع دام لأكثر من عقد
يذكر أن حركة الطيران بين السعودية وسوريا توقفت منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، ما أدى إلى انسحاب معظم شركات الطيران العربية والدولية من الأجواء السورية. إلا أن تحسن الأوضاع الأمنية، وعودة بعض الخطوط الجوية، مثل الخطوط القطرية والخطوط التركية، أعاد الأمل في استئناف النشاط الجوي تدريجيًا.
طموحات "فلاي ناس" في التوسع العالمي
منذ تأسيسها عام 2007، نقلت "فلاي ناس" أكثر من 80 مليون مسافر، وتشغل حاليًا ما يقارب 2000 رحلة أسبوعية إلى أكثر من 70 وجهة في 30 دولة. وتسعى الشركة إلى توسيع شبكتها لتصل إلى 165 وجهة حول العالم، في إطار خططها الطموحة لمواكبة نمو قطاع الطيران السعودي وفتح آفاق جديدة للسياحة والاستثمار.