شجرة الخزم النادرة تعود للظهور في الباحة وتثير تفاعل ضخم .. تعرف على سر "دم الأخوين"

شجرة الخزم النادرة تعود للظهور في الباحة وتثير تفاعل ضخم
كتب بواسطة: طه مسعد | نشر في  twitter

شهدت منطقة الباحة مؤخرا ظهورا لافتا لعدة أنواع من النباتات والأشجار البرية النادرة التي كانت مهددة بالانقراض، من بينها شجرة "الخزم" التي تعتبر من أبرز هذه الأشجار. كانت هذه الشجرة معروفة منذ العصور القديمة، ويمثل ظهورها مجددًا مؤشرًا على صحة البيئة ونمو النباتات في المنطقة.

 


إقرأ ايضاً:قرار مفاجئ بإزالة 5 أحياء شهيرة في المدينة المنورة ضمن مشاريع تطوير كبرى ! اخلاء عاجل بدءا من موسم 1447هـ.. السعودية تلزم شركات العمرة بقرار جديد وعقوبات تنتظر المخالفين

تعتبر شجرة الخزم ذات قيمة جمالية وطبية كبيرة، حيث يبلغ ارتفاع جذعها حوالي 3 أمتار، وتنتشر منها العديد من الفسائل، بينما تتعمق جذورها بشكل كبير في الأرض. تتميز الشجرة بأزهارها البيضاء الجميلة وبذورها التي يمكن زراعتها، مما يجعلها إضافة قيمة للبيئة والطبيعة.

 

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في علم النبات الدكتور أحمد قشاش أن شجرة الخزم تعرف أيضًا باسم "شجرة العراب" أو "دم الأخوين"، وتنمو في سلسلة جبال السروات الممتدة من اليمن وصولًا إلى غرب الحجاز.

 

كما ذكر أن الشجرة تم رصدها في جزيرة سقطرى اليمنية الشهيرة، حيث تنتج عصارة حمراء اللون تستخرج من ساق الشجرة بعد جرحه. تستخدم هذه العصارة في العديد من التطبيقات الطبية والصناعية، من بينها تعقيم الجروح، علاج قرحة اللثة، إيقاف النزيف، وصناعة الورنيش لتلميع الأواني الفخارية.

 

وتكتسب عصارة دم الأخوين أهمية تاريخية أيضًا، حيث يعتقد أن الرسومات الحمراء المنتشرة على الصخور في جبال شدا الأعلى والأسفل بمنطقة الباحة قد تم تلوينها بهذه العصارة أو بمادة الهيماتيت، ما يدل على الاستخدام التاريخي لهذه الشجرة. بعض الرسوم التي تم تقدير عمرها بحوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، تؤكد أهمية الشجرة في الثقافات القديمة.

 

أضاف الدكتور قشاش أن جذوع شجرة الخزم كانت تستخدم قديما في صناعة خلايا النحل، نظرًا لجودتها العالية، مما أدى إلى تناقص أعدادها في بعض المناطق بسبب استغلالها من قبل النحالين. كما لفت إلى أن القرود في المنطقة الجنوبية تعتبر من أهم أسباب تلف الأشجار، حيث تقوم بنزع لحائها وأكل الجمار من قلب الجذع في مواسم الجفاف.

 

المنطقة تشهد تنوعا نباتيا كبيرا بفضل تنوع تضاريسها وكميات الأمطار المتفاوتة، مما يساهم في نمو العديد من الأنواع النباتية التي تمثل جزءا أساسيًا من الحياة في منطقة الباحة. تعتبر الزراعة من الركائز الأساسية لهذه المنطقة، وتساهم في الحفاظ على هذا التنوع النباتي.

 

يعد ظهور شجرة الخزم في الباحة بمثابة تذكير بأهمية المحافظة على البيئة وحمايتها من التدهور، حيث تمثل هذه الأشجار جزءا مهما من التراث الطبيعي والتاريخي للمملكة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Telegram